كيف يحب كل منا الاخر

اشتعلت النار فى حقول القمح الشاسعه والتى يمتلكها احد المزارعين، وذلك قبل تمام نضجه بحوالى اسبوعين. وكان من الصعب السيطرة على هذه النيران وترتب على هذا احتراق الكثير جدا من الحقول. وخاف المزارع جدا من ان تمتد النيران وتلحق بحقله وتحطم منزله وحظيرة الحيوانات التى يمتلكها ويفقد كل شىء واجتمع الاهالى معا وبدأوا يحاولون اطفاء الحريق او على اقل تقدير تحويل تللك النيران بعيدا عن المنزل ذلك المزارع حتى لايصاب احد من افراد اسرته وحتى لاتصاب ايضا الحيوانات الموجوده فى المزرعه الملحقه بمنزله . وبالفعل نجح المزارع فى تفادى وصول النيران لمنزله وحظيرة الحيوانات ولكنها وصلت لحظيرة الطيور واصابت الكثير منها واثناء تجوله لتفقد ما اصيب منها راى دجاجه شبه محترقه،وقد بسطت جناحيها . تطلع بحزن اليها فقد طار بعض اللهب اليها لتحرقها . تسللت الدموع من عينه وهو يرى طيرا قد مات بلا ذنب . بحركه لا اراديه حرك الدجاجه بيديه فاذا مجموعه من الكتاكيت الصغيرة تجرى ..... أمسك بها واحضتنها وتطلع الى تلك الدجاجه البطله الحنونه التى احاطت بجسمها صغارها وسلمته للموت ، احترقت دون ان تحرك جناحيها او تهرب ،بل صمدت لتحمى صغارها ، رفع عينيه الى السماء وهو يقول:
مخلصى الحبيب... الان ادركت معنى كلماتك:
كم مرة اردت ان تجمع اولادك ، كما تجمع الدجاجه افراخها.
اشكرك لانك وانت لم تعرف الخطيه سلمت جسدك للموت بفرح لتحمل نيران الغضب عن خطاياى.
اشكرك لانك علمتنى من هذه الدجاجه كيف يجب ان يحب كل منا الاخر...
حقا انه ليس حب اعظم من ان يضع احد نفسه من اجل احبائة.......

وتطلع الى تلك الدجاجه البطله الحنونه التى احاطت بجسمها صغارها وسلمته للموت

، احترقت دون ان تحرك جناحيها او تهرب ،بل صمدت لتحمى صغارها

قصه في غايه الجمال وياريت نتعلم من دلك الدجاجه
التي احترقت لتحمي اطفالها الحب نحو بعضنا
لانه ليس حب اعظم من هذا ......
وشكرا وربنا يباركك