فايق عضو فعال
عدد الرسائل : 70 العمر : 47 الكنيسه التابع لها : كنيسه عزراء الزيتون اسم اب الاعتراف : ابونا بيشوى فايق تاريخ التسجيل : 25/05/2009
| موضوع: القديس تكلاهيمانوت الحبشي الأربعاء يونيو 03, 2009 9:34 pm | |
| للقديس تكلاهيمانوت مكانة خاصة لدى الكنيسة الأثيوبية بكونه من أعمدة الرهبنة الأثيوبية وسبب خلاص لكثيرين . تزوج والده الكاهن ساجازآب أو سكارات (تعني عطية الآب) بفتاة تدعى سارة جميلة جدًا وغنية ، وقد عاشا في حياة تقوية ، وكان محبين للفقراء والمساكين . إذ لم يهبهما الله طفلاًطلبت الزوجة من رجلها أن يقوما بتوزيع كل ممتلكاتهما على الفقراء وعتق جميع العبيد والجواري ، وإذ طلب ألاّ تتسرع أصرت على موقفها ، ففرح بمشورتها ، وتمم شهوة قلبها . حزن العبيد والجواري إذ كانوا يشعرون أنهم أهل البيت وطلب بعضهم أن يبقوا معهما في البيت فقبلا ذلك ليعيش الكل كإخوة . إذ صار متالومي ملك الداموت يضطهد المسيحيين بعث بعسكره في كل موقع حوله ليمارسوا أعمال العنف ، فبلغ أحد الجند إلى بيت الكاهن وأراد قتله بالرمح لكن الكاهن هرب ، وإذ وجد بحيرةٍ غاص فيها . ووقف الجندي على الشاطئ ينتظر خروجه ليرميه بالرمح . إذ تأخر الكاهن جدًا تيقن الجندي أنه قد غرق . لكن الكاهن إذ غاص وجد رئيس الملائكة ميخائيل قد أحاط به وظلله ليصير كمن تحت خيمة حتى خرج ليجد زوجته قد سُبيت والكنيسة قد خُربت ، فصار يبكي بمرارة . رأى العسكر الزوجة سارة فبُهروا بجمالها واقتادوها إلى الملك كهدية . أخبروه بأمرها فطلب حفظها في أحد البيوت وتقديم ثياب فاخرة وذهب وفضة ولآلئ ثمينة تتزين بها ، أما هي فصامت عن الطعام الفاخر ، وكانت دموعها لا تجف . وفي المساء إذ نام الجميع خلعت الثياب الثمينة ، وارتدت ثيابها البسيطة ، وصارت تصلي لله ، وتطلب خلاصها من هذا الشر ، وكانت تطلب شفاعة رئيس الملائكة ميخائيل الذي كانت تُعيِّد له كل شهر وتُقدم في عيده عطايا كثيرة للفقراء . وبالفعل أرسل الله لها رئيس الملائكة يطمئنها ويعزيها ، بل ويعدها بطفلٍ مباركٍ يكون بركة لكثيرين . في الصباح ارتدت الثياب الملوكية ، ومضى بها الجند إلى الملك الذي فرح بها جدًا ، فقدم هدايا جزيلة للجند ، وطلب أن يمضوا بها إلى حيث كرسي المملكة ليقيم احتفالاًرسميًا بزواجه بها في هيكل الوثن . وبالفعل جاء الملك إلى الهيكل وسجد أمام الأوثان ، وإذ كانت هي واقفة تنتظر عمل الله معها ، حدثت بروق ورعود وزلازل ، ونزل رئيس الملائكة ميخائيل ليحملها إلى الكنيسة التي كانت تُصلي فيها مع زوجها الكاهن . التقت برجلها فظنها إحدى بنات الملوك ، إذ كانت تغطي وجهها ، لكنها أعلنت عن شخصها وحدثته عن عمل الله معها ، فشكرا الله ومجداه على عمله معهما . وفي المساء رأت سارة (كانت تدعى أيضًا مختارة الله) كأن عمودًا منيرًا في وسط بيتها رأسه في السماء ، يحتضن فيه طيورًا كثيرة ومتنوعة ، وتتطلع إليه شعوب كثيرة وملوك في دهشة ، بينما رأى الكاهن كأن شمسًا منيرة تحت سريره وحولها نجوم كثيرة تضيء على المسكونة . في تلك الليلة حملت سارة بالطفل المبارك ، الذي ولد في 24 كيهك . طفولته جاء في سيرته الكثير من أعمال الله معه منذ طفولته ، نذكر منها أنه إذ كان والداه قد باعا كل ما حملته مختارة الله (سارة) من ثياب فاخرة وذهب وفضة ولآلئ جاءت بها من عند الملك ، وقاما بتوزيعه على الفقراء ، جاء عيد رئيس الملائكة ميخائيل وكانت البلاد تعاني من مجاعة شديدة . فكانت مختارة الله تبكي مشتاقة أن تُقدم شيئًا للمساكين . وإذ رأى الطفل الرضيع دموعها أشار بيده نحو حفنة دقيق ، ووضع يده عليها فصار الدقيق يفيض بكثرة . أسرعت الأم وقدمت كل ما لديها في مطبخها ليضع الرضيع يده عليه فصار لديها فيض من البركات قدمته للمساكين . عُمِّد هذا الطفل ودُعي اسمه فيشهاسيون أي "فرح صهيون" . وقد تربَّى على حياة التقوى والعبادة بروح نسكية مع اتضاع وحب للجميع . سيامته إذ بلغ الخامسة عشرة من عمره سامه الأنبا كيرلس مطران الحبشة شماسًا ، وكان ذلك في عهد الأنبا بنيامين . استقبله المطران بحفاوة وقبَّله معلنًا عنه أنه محبوب من الله وأن ملاك الرب يرافقه ممسكًا في يده سيفًا من النار . عاش في حياة الطهارة والعفة ، وعندما حاول والداه أن يزوِّجاه رفض مُعلنًا عن رغبته في الحياة البتولية ، ولما ألزماه عاش مع زوجته كأخٍ مع أخته حتى رقدت في الرب . سامه الأنبا كيرلس كاهنًا يساعده في الخدمة ، ثم تنيحت والدته في 22 مسرى وبعد أربعة أيام تنيح والده في 26 مسرى من نفس العام . عاش هذا الشاب الكاهن في بيت والديه سبع سنوات ، وإذ خرج يومًا ليصطاد وحوشًا ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل ، وقال له إن هذا العمل لا يليق بالكهنة إنما يلزم أن يكرس كل حياته للصلاة ودراسة الكتاب والتعليم ، وأن الله قد وهبه عطية شفاء المرضى وصنع المعجزات ، وأن اسمه لا يُدع بعد فيشهاسيون (فرح صهيون) وإنما تكلاهيمانوت . قيل إنه رأى أيضًا السيد المسيح الذي وضع يده عليه وباركه بعد أن دعاه للعمل الكرازي ووعده أن يكون معه ويسنده . قام القديس تكلاهيمانوت بتوزيع كل أموال والديه على الفقراء وودَّع أهل مدينته ، وانطلق يكرز ويبشر . خدمته الكرازية والرهبانية ذهب إلى مدينة كاتانا حيث كان أهلها يعبدون الأوثان والأشجار والشمس ، وهناك ثار الشعب عليه وسمعوا صوت الشيطان من الشجرة معبودتهم يطالبهم بإقصائه بعيدًا ، أما هو فوقف من بعيد وحوَّل وجهه نحو الشرق وبسط يديه وصلى ، سائلاًالرب أن يبيد هذه الشجرة ، فإذا بها تُقتلع من جذورها وتتحرك نحو القديس ، كما اعترف الشيطان علانية عن تضليله للناس . صنع الله على يديه عجائب كثيرة فأمن كثيرون ونالوا سرّ المعمودية في مياه النهر . حزن أمير المنطقة على ما جرى لأن الشجرة كانت مصدر إيراد ضخم له ، خاصة وأنه جاء ليجد القديس قد أمر بتقطيع الشجرة لاستخدام خشبها في بناء كنيسة . وإذ كان الأمير مريضًا شفاه القديس باسم الثالوث القدوس ، فآمن هو وزوجته أكروسينا وأولاده الثلاثة الذين اعتمدوا وصارت أسماؤهم صموئيل وبنيامين وعطية الصليب ، كما اعتمد معهم كثيرون . التحمت حياته النسكية بعمله الكرازي ، فكان ناسكًا حقيقيًا يقضي أغلب فترة الصوم الأربعيني في البراري في تقشف شديد ليعود يلتقي بإخوته وأولاده بحب شديد ، يهتم بهم ويرعاهم . تعلَّق به الشعب جدًا ، لكنه كوصية الرب له كان يضطر إلى التنقل من بلد إلى بلد بأثيوبيا يكرز بالإنجيل ويقاوم عبادة الأوثان وأعمال السحر فتعرض لمتاعب كثيرة ومقاومة ، لكن الرب كان ينجح طريقه ، واهبًا إيَّاه صنع العجائب والأشفية . بجانب عمله الكرازي عاش أيضًا أبًا لرهبان كثيرين ، فقد مارس الحياة الديرية في أمجرا بروح العبادة والسهر مع خدمة الآخرين والاهتمام بالفقراء ، حتى حسبه الرهبان ملاكًا لا إنسان . وكان الله يصنع على يديه عجائب ، فتحول الدير إلى مركز للكرازة . قيل إن ابن أخت رئيس الدير كان قسًا ومات فصار الكل يبكونه ، وإذ جاء القديس تكلاهيمانوت إلى حيث يوجد الجثمان صلى إلى الله فأقامه الرب من الموت ، وعندئذٍ جاء القس يبكي بدموع وهو يسجد عند قدميْ القديس طالبًا المغفرة ، معترفًا أنه كان يحسده على ما وهبه الله من عطايا ظانًا أنه سيحتل مركز خاله ويصير رئيسًا للدير بعد نياحته . وكان القس يشكر القديس ويمدحه من أجل قداسة حياته ومحبته حتى لحاسديه . شعر القديس أن المجد الزمني سيلاحقه بعد إقامته هذا القس ، لذا كان يصرخ إلى الله كي يخلصه من هذا الموضع ، وبالفعل أرشده رئيس الملائكة ميخائيل أن يذهب إلى دير القديس إسطفانوس تحت رئاسة إيسوس مور (يسوع غالب) . بالفعل ترك منطقة أمجرا حتى بلغ النهر فأمسك به الملاك ليسير معه فوق المياه ويبلغ به إلى الدير . كرَّس وقته للصلوات والمطانيات بصبرٍ عجيب فأهَّله الرب لرؤية أورشليم السماوية وكراسي المجد المعدَّة للمؤمنين المجاهدين . وهناك سمع صوتًا يناديه باسمه ، قائلاًله إنه سيُحسب مع الأربعة وعشرين قسيسًا وأُعطي له مجمرة ذهبية ليبخر بها معهم ، وكان يشترك معهم في التسبيح . انتقل من هذا الدير إلى دير القديس إدجاوي القائم على جبل دامود حيث كان القديس يوحنا رئيسًا للدير الذي البسه الإسكيم ، وبقي هناك 12 عامًا يمارس الحياة النسكية ، وإذ ودَّعه رئيس الدير والإخوة ربطوه في حبل لينزلوه من الدير (على القمة) إلى سفح الجبل . فجأة انقطع الحبل وظن الكل أنه يسقط ميتًا ، لكنهم نظروا أجنحة عجيبة برزت من جسده ، ليطير وينزل سالمًا ، لهذا كثيرُا ما يُصور القديس كالشاروب بستة أجنحة . صار القديس يتنقل بين الأديرة ، وكانت قوة الله تلازمه وتعمل به وفيه . قيل أيضًا انه ذهب إلى مدينة القدس ، وانه التقى بالبابا الإسكندري خائيل هناك . تبارك بالقبر المقدس والمواضع المباركة ثم ذهب إلى برية الإسقيط بمصر حيث ظهر له ملاك الرب وأمره بالعودة إلى أثيوبيا . عاش هناك يُتلمذ الكثيرين للحياة الرهبانية حتى إذ أكمل جهاده ظهر له السيد المسيح وأعلمه بقرب انتقاله ، وبالفعل أصيب بمرض الطاعون ورقد في الرب .وتذكار نياحته في يوم 24 مسرى . صلاته تكون معنا و لربنا المجد دائمًا أبديًا آمين
| |
|