كان من أهل شبرامنتو من أعمال صا ، وكان أبواه مسيحيين خائفين من الله ، ولم يكن لهما ابن سواه ، فزوجاه بغير أرادته ، ولما دخل إلى خدره وقف وصلى كثيرا ، ثم تقدم إلى الصبية وقال لها " يا أختي أنت تعرفين إن العالم يزول وكل شهواته فهل لك إن توافقيني على حفظ جسدينا طاهرين ؟ ؤ" فأجابته قائلة : يا أخي حي هو الرب ، إن هذه هي رغبتي ، والآن قد أعطاني الرب سؤل قلبي " ، فاتفقا إن يلبثا محتفظين ببتوليتهما ، وكانا إذا رقدا ينزل ملاك ويظلل عليهما بجناحيه . ولكثرة فضائلهما انبت الرب كرمة لم يزرعها أحد ، قامت وظللت جدارهما علامة على طهريهما وقداستهما ، لأن هذا يفوق الطبيعة البشرية ، إن ينام شابان بجانب بعضهما ولا تثور فيما الطبيعة إلى الشهوة ، ومن هو الذي يدنو من النار ولا يحترق ، لولا إن العناية الإلهية كانت تحفظهما ، ولما رأى أبوهما انهما أقاما زمنا طويلا ولم يرزقا نسلا ، ظنا إن ذلك يرجع إلى صغر سنهما ، وذات يوم قال يوحنا لزوجته " يا أختي انا اشتهي الذهاب إلى البرية للترهب ولا أستطيع ذلك إلا برضاك " ، فأجابته إلى ما أراد بعد إن ادخلها أحد أديرة العذارى ، وهناك صارت أما فاضلة وصنعت عجائب كثيرة أهلتها لان تكون رئيسة على الدير .
أما القديس يوحنا فانه لما خرج من بلده ، ظهر له ملاك الرب وأرشده إلى طريق برية شيهيت ، فذهب إليها وترهب هناك في قلاية الاب درودي بدير القديس مقاريوس ، وأقام عند هذا الشيخ يتعلم منه الفضيلة إلى إن تنيح ، فأمره الملاك إن يمضي غرب دير القديس أبو يحنس القصير بقليل ، ويبني له مسكنا هناك ، فمضى وفعل كما أمره الملاك ، فاجتمع حوله ثلاثمائة أخ ، وبنوا لهم كنيسة ومنزلا ذا حديقة ، وعلمهم الصلوات وترتيل الإبصلمودية ، وفي إحدى الليالي ظهر له القديس أثناسيوس الرسولي وهم يرتلون تسبحة الثلاثة فتية ، وعرفه بأسرار كثيرة ، وفي مرة أخرى ظهرت له السيدة العذراء وقالت له " إن هذا هو مسكني إلى الأبد ، وساكون معهم كما كنت معك ، ويدعي اسمي على هذا الدير " ، لأن الكنيسة كانت على اسمها ، ورغب رهبان بعض الأديرة في الصعيد إن يكونوا تحت إرشاد القديس يوحنا كاما فأرسلوا إليه طالبين حضوره ، فدعا أخا يسمي شنودة وكلفه رعاية الأخوة حتى يعود ، ولما عاد وجده قد رعاهم على الوجه الأكمل ، ولما اكمل سعيه المبارك تنيح بسلام . صلاته تكون معنا ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين .